هي لحظة مشتهاة.. آنذاك.. كان المقهى حميميا بكل تفاصيله، والناس، كل الناس، بعفوية أرواحهم، يلبسون الطربوش، أو الكوفية، ولا فرق في هيئتهم، أو ملابسهم، وكانت نفوسهم نقية، وأحلامهم نبيلة، وذواتهم أبية.. كل شيء تشي به الصورة، تنبض ألقا، وقلقا، حتى كأنها تكاد تحكي بين التفاصيل عن خوف كان يترقبه الجالسون، من زمن يأتي، تصبح فيه هذه الجلسة، لحظة مشتهاة.. وكل ما في الكادر يكون قد مضى، وانقضى؛ الشيب والشباب، الكراسي والباب، المقهى والمدينة والعِرق الأخضر.. كل شيء مضى، وانقضى، حتى صوت الحاكي، وحجارة الرصيف.. واحسرة الرصيف!!